يعد التهاب القولون المزمن من أكثر الأمراض شيوعاً في الوطن العربي، والكثير منا لا يعرف أسباب هذا المرض أو كيفية علاجه والوقاية منه.
لذلك قمنا بتجميع كافة المعلومات الطبية للإجابة على أسئلتك حول هذه الأعراض وكيفية التخلص منها.
مفهوم التهاب القولون المزمن
يعد التهاب القولون المزمن، والمعروف طبيًا باسم التهاب القولون التقرحي، أحد النوعين الرئيسيين لمرض التهاب الأمعاء.
النوع الثاني من مرض التهاب الأمعاء يسمى مرض كرون، وتعتبر كلتا الحالتين من الحالات المزمنة مدى الحياة.
ومن المهم ملاحظة أن التهاب القولون المزمن يختلف تمامًا عن متلازمة القولون العصبي، الذي يؤثر على وظيفة الأمعاء دون التهاب.
يؤثر التهاب القولون المزمن على فئات عمرية مختلفة ولكنه يبدأ عادةً بين سن 15 و30 عامًا ويلاحظ بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عامًا.
كما أن أقرباء التهاب القولون التقرحي معرضون لخطر أكبر لأنهم مصابون بنفس المرض.
يصعب أحيانًا التمييز بين التهاب القولون التقرحي ومرض كرون، خاصة في المراحل المبكرة، لأن الأعراض متشابهة جدًا.
والفرق الرئيسي بين المرضين هو أن التهاب القولون التقرحي يؤثر فقط على بطانة الأمعاء.
لكن في مرض كرون، يؤثر الالتهاب فقط على جدار الأمعاء بأكمله، في حين يؤثر التهاب القولون التقرحي فقط على الأمعاء الغليظة المتمثلة في القولون والمستقيم.
لكن مرض كرون يمكن أن يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي، من الفم إلى فتحة الشرج.
علامات التهاب القولون
قد تعتمد علامات وأعراض التهاب القولون التقرحي على مرحلة المرض وموقعه، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:
- تقرحات في بطانة الأمعاء الغليظة.
- دم في البراز.
- حدوث آلام في البطن وتشنجات.
- إسهال.
أسباب التهاب القولون المزمن
هناك العديد من الأسباب التي قد تزيد من فرصة إصابتك بالتهاب القولون المزمن، ومنها:
الالتهابات الفيروسية والبكتيرية: وهي من الأسباب الرئيسية لالتهاب القولون وتنتشر عن طريق تناول الأطعمة والمشروبات الملوثة بالفيروسات والالتهابات.
يستهلك الكثير من الدهون، لذا ينصح بتجنب الوجبات السريعة لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون.
تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من البهارات والزيوت يزيد من خطر الإصابة بالتهابات القولون ومشاكل الجهاز الهضمي.
الضغط النفسي الشديد والتوتر والقلق من أسباب الإصابة بالتهاب القولون الحاد.
تناول جرعة زائدة من المسكنات وبعض الأدوية الأخرى يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب القولون، لذلك ينصح بعدم تناول أي دواء تحت إشراف طبيب الرعاية الأولية.
عادات الأكل الخاطئة يمكن أن تؤثر على صحة الجهاز الهضمي والتعرض لالتهاب القولون.
يمكن أن يؤدي نقص جهاز المناعة إلى الإصابة بأمراض القولون وتقرحاته.
تلعب العوامل الوراثية دوراً في مشاكل القولون مثل الالتهابات والتقرحات.
مضاعفات التهاب القولون المزمن
يمكن أن يسبب التهاب القولون المزمن العديد من المضاعفات داخل وخارج الجهاز الهضمي، بما في ذلك:
مضاعفات الأمعاء: يحدث ثقب في الأمعاء، وهي حالة طبية طارئة يمكن أن تسبب نزيفًا حادًا وألمًا في البطن.
الشقوق هي تمزقات في بطانة القناة الشرجية يمكن أن تسبب النزيف والألم.
مرض هيرشسبرونغ السام هو مرض نادر ولكنه خطير يسبب تورمًا شديدًا في القولون ويتطلب علاجًا طارئًا.
يتطور سرطان القولون بعد التهاب القولون التقرحي. يزداد خطر الإصابة بسرطان القولون خلال 8 إلى 10 سنوات.
مضاعفات خارج الأمعاء:
تأخر النمو عند الأطفال. بعض الأدوية القديمة المستخدمة لعلاج التهاب القولون التقرحي وسوء التغذية الناجم عن المرض قد تسبب مشاكل في النمو لدى الأطفال.
أمراض العين: يمكن أن يسبب التهاب القولون التقرحي التهاب القزحية، والزرق، وأمراض القرنية، وجفاف العين.
التهاب المفاصل: هذا هو أكثر المضاعفات خارج الأمعاء شيوعًا حيث قد يصاب المرضى بأشكال مختلفة من التهاب المفاصل مثل التهاب المفاصل المحيطي والتهاب المفاصل المحوري والتهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب الفقار المقسط.
اضطرابات الجلد: يمكن أن يسبب التهاب القولون المزمن تقيح الجلد والصدفية، وهي أقل شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بالتهاب القولون المزمن.
تطور تقرحات الفم: يسبب التهاب القولون التقرحي التهاب الفم القلاعي، والذي تشمل أعراضه آفات على بطانة الفم.
الأعراض أثناء الدورة الشهرية: تجد بعض النساء المصابات بالتهاب القولون المزمن أن الدورة الشهرية في يوم الدورة الشهرية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإسهال والألم.
علاج التهاب القولون المزمن
يشمل علاج التهاب القولون المضادات الحيوية، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل ميسالازين (أساكول أو مشتقاته)، أو الآزوثيوبرين، أو مثبطات المناعة المماثلة.
يتم العلاج باستخدام الستيرويدات مثل البريدنيزولون، والتي تقلل الالتهاب والألم بشكل أفضل من أي دواء آخر. وبما أنه مرض مزمن فإن هدف العلاج هو تخفيف أعراضه والألم المصاحب له.
تكون الجراحة ضرورية فقط إذا كان المريض يعاني من آلام متكررة أو مستمرة، خاصة في حالات التهاب القولون الخاطف.
تتضمن الجراحة عادةً إزالة القولون والأمعاء وإنشاء ما يسمى "الجيب" في جزء من الأمعاء الدقيقة. وبمرور الوقت، يمتص هذا "الجيب" خصائص القولون.
علاج التهاب القولون المزمن من خلال العادات الغذائية الصحية
ينقسم المجتمع الطبي حول دور النظام الغذائي في التهاب القولون والتهاب الأمعاء.
وبحسب ما ورد وجد بعض المرضى أن التغييرات الغذائية يمكن أن تعالج أعراض التهاب القولون بشكل فعال وتقلل من الآثار الجانبية.
النظام الغذائي لالتهاب القولون لم يكتشف العلماء خصائص الأطعمة والوجبات الغذائية التي تسبب أعراض التهاب القولون التقرحي.
لكن الأشخاص المصابين بالتهاب القولون يحتاجون إلى تغذية جيدة أثناء خضوعهم للعلاج.
التغييرات الغذائية يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض. بعض التوصيات الغذائية للأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي تشمل:
قلل من تناولك للكربوهيدرات المعقدة والسكريات المكررة ومنتجات اللاكتوز والمشروبات الغازية والكافيين والأطعمة الغنية بالتوابل.
تجنب المشروبات الغازية.
تجنب الفشار وقشور الخضار والمكسرات والأطعمة الغنية بالألياف، خاصة في حالة ظهور الأعراض.
الإكثار من تناول السوائل، وخاصة الماء.
تناول المزيد من الطعام: يجب على المرضى تسجيل تناولهم الغذائي اليومي في مذكرات مخصصة للمساعدة في تحديد الأطعمة المخالفة.
اعتمادًا على الأعراض والأدوية المستخدمة لعلاجه، اتبع نظامًا غذائيًا خاصًا، والذي قد يشمل تناول نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
وهو خالي من اللاكتوز وقليل الدهون وقليل الألياف وقليل الملح.
ولذلك فقد لخصنا في هذا المقالة العادات الصحية التي من شأنها أن تساعد في تقليل أعراض التهاب القولون المزمن.
والآن بعد أن فهمنا الأعراض وكيفية علاجها بالأدوية، نختتم بالدعاء لك بالشفاء العاجل ودوام الصحة الجيدة.