معنى زواج مسيار يعتبر عقد الزواج في الدين الإسلامي من أهم العقود التي ميزها الإسلام عن غيرها من العقود، وقد جاء في القرآن الكريم إن الزواج من الأمور المشروعة التي يجب أن يسعى إليها كل إنسان، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) ويعتبر الزواج من السنن المشروعة، وقد فعله الأنبياء والمرسلين، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية).
معنى زواج مسيار
ويعتبر الزواج سنة الله في الأرض، فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزواج، وهناك بعض المصطلحات التي لا يعرفها البعض في الزواج مثل معنى زواج مسيار، وهذا ما نتحدث عنه في هذا المقال، وما هو حكمه ومشروعيته، فلابد أن يعلم كل من يقبل على الزواج من الحقوق والواجبات المفروضة عليه، سواء كان الزوج أو الزوجة المقبلين على الزواج، ولا يجب ترك الزواج فإنه من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فعندما جاءه بعض الذين أرادوا الصيام طوال العام، وقيام الليل دائما واعتزالهم الزواج، فحثهم الرسول على الزواج، وحدثهم عن فضله وقال لهم (أما والله إني لأخشاكم لله واتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)، وهذا يدل على فضل الزواج العظيم، وأنه من السنن المستحبة عند الله ورسوله.
معنى زواج المسيار
- يعرف زواج المسيار أنه الزواج الذي لا تتقاضى فيه الزوجة المهر كاملاً، ولا تسكن في المسكن الشرعي لها، وفي بعض الأوقات تتنازل عن نفقتها ومعظم حقوقها.
- يعرف أيضاً زواج المسيار بأنه زواج مكتمل الشروط والأركان من حيث موافقة الولي، وشهادة الشهود، والمهر ولكن يشترط إسقاط الزوجة لأحد حقوقها، سواء كان في المسكن والنفقة والمهر.
وقد يكون زواج المسيار على أكثر من صورة:
- تعتبر أول صوره هي وجود عقد كامل بين الرجل والمرأة يحتوي على جميع أركان وشروط الزواج المكتمل، ولكن لا يكون الزوج مكلف بالنفقة الخاصة بالزوجة أو السكن، والسبب الرئيسي في ذلك هو تنازل الزوجة عن أحد حقوقها رغبة منها في تيسير الزواج وإتمامه، وللحفاظ على عفتها وتحصين نفسها من الفتن، والحصول على الذرية الصالحة.
- أما في بعض الأوقات يكون زواج المسيار سري بين الزوج والزوجة فقط، ولا يعلم أحد من الأهل عن هذا الزواج خوفاً من المشاكل التي يقعون فيها.
حكم زواج المسيار:
لكي يكتمل عقد الزواج هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر فيه، حتى يكون العقد صحيحا، ومن هذه الشروط التي يجب أن تتوفر في العقد ما يلي:
- موافقة الزوج والزوجة على الزواج.
- وجود ولي للمرأة فلا يصح عقد الزواج دون وجود الولي، والدليل على ذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: ” لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل”.
- توافر اثنين من الشهود على العقد، حتى يكون زواج صحيح فهذه من أهم الشروط.
- عدم وجود خلاف بين الزوجين أو مانع يحرم زواجها مثل اختلاف الدين، مثل زواج المسلمة من كافر أو زواج المسلم من امرأة أخرى غير المسلمة.
عند استيفاء الشروط السابقة يكون عقد الزواج صحيحا، و زواج المسيار إذا وجدت فيه جميع الشروط
التي تم ذكرها في السابق فهو زواج صحيح، أما إذا تنازلت الزوجة عن أحد حقوقها
مثل السكن أو النفقة أو أي شيء آخر، فهذا لا يؤثر على صحة العقد،
فتقوم هي بالإنفاق على نفسها وتؤمن لنفسها سكن لها ولأولادها
في حالة وجود الأبناء، ويقوم الزوج بالإنفاق عليهم وتلبية لوازمهم واحتياجاتهم.
أسباب ظهور زواج المسيار:
هناك بعض الأسباب التي أدت إلى ظهور زواج المسيار، وتنازل الزوجة عن بعض حقوقها ومن هذه الأسباب ما يلي:
- زيادة نسبة العنوسة بين النساء بسبب زيادة تكاليف الزواج العالية
- وغلاء المهور
- كثرة المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق
- مما جعل الزوجة تلجأ لمثل هذا النوع من الزواج والرضا بأن تتنازل عن حقوقها الشرعية أو تصبح زوجة ثانية أو ثالثة.
- هناك بعض الفتيات التي لديها الحاجة لتظل في بيت أهلها، إذا كانت الفتاة الوحيدة في بيت أهلها التي ترعى أبويها.
- إذا كانت الفتاة مصابة بإعاقة ولا يرغب أهلها بتكاليف الزواج، وبمصاريف الزواج الباهظة فهي تلجأ لزواج المسيار.
- في حال وجود أبناء ولا تستطيع الزوجة الانتقال بهم إلى سكن زوجها
- لأي ظرف فتبقى في بيت أهلها، وتكون على اتصال معه دون الإنفاق عليها أو التكلف بأي مصاريف.
- هناك بعض الرجال الذين يرغبون في إعفاف النساء التي تحتاج للزواج
- يريد الزواج بأكثر من امرأة دون أن يؤثر على البيت الأساسي وأبناؤه فيلجأ إلى زواج المسيار حتى لا يتكلف أي شيء.
- في حالة إذا كان الزوج متزوج زوجة أولى ولا يريد إفساد الزواج خوفا على البيت والأطفال.
- إذا كان الزوج يعمل في بلد أخرى ويسافر كثيراً ويريد الزواج من امرأة لحفظ نفسه.
المشاكل الناتجة عن زواج المسيار:
هناك بعض الأضرار والمشاكل الناتجة عن زواج المسيار وعلى الرغم من أنها زواج صحيح مكتمل الشروط والأركان، إلا أن هناك بعض المشاكل الناتجة عنه التي قد تضر الزوجة أو الأبناء في المستقبل، وهذه المشاكل عبارة عن:
- تتحول الزوجة أثناء هذا الزواج إلى لعبة يلعب بها الرجل ويتمتع بها في أي وقت ثم يتركها إذا أراد
- لأنه غير مكلف بأي حقوق.
- ضياع المعنى الحقيقي للأسرة والحياة الزوجية المستقرة من الحقوق والواجبات والسكن الكامل للزوجة مع زوجها.
- لا تشعر المرأة المسلمة المتزوجة عن طريق زواج المسيار بمسئولية الرجل نحوها
- مما يضر بها وبسمعتها في المجتمع.
- اختفاء المودة والرحمة بين الزوجين لأن هذا الزواج يكون قائم على المتعة فقط،
- لا يكلف الرجل بأي حقوق تجاه زوجته.
- زواج المسيار يؤثر بالسلب على الأبناء فهم لا ينشئون في بيت سليم
- وحياة وأسرة مستقرة، مما يجعلهم يسلكون سلوك غير صحيح، ويؤثر ذلك على شخصياتهم وعقولهم.
الفرق بين زواج المسيار والزواج العرفي وزواج المتعة:
- زواج المسيار: هو الزواج عن طريق عقد شرعي مستوفي جميع الشروط والأركان، ولكن المرأة تتنازل عن إحدى حقوقها في السكن أو النفقة.
- الزواج العرفي: الزواج العرفي نوعان أحدهما شرعي والآخر باطل وهما:
- النوع الشرعي: وهو زواج مثل الزواج العادي لكنه لا يقيد رسمياً في الجهات المختصة، وقد يختلف فيه بعض العلماء بأنه زواج محرم لأنه لا يقيد في الجهات الرسمية، ويترتب عليه الكثير من المشاكل الناتجة عن عدم تقييده.
- النوع الباطل: وهو يكون زواج بين المرأة والرجل فقط، يكتب في ورقة يقر فيها الزوج أنها زوجته ويقوم الرجل والمرأة بالشهادة على هذه الورقة، وتكون من نسختين نسخه للرجل ونسخة للمرأة، وتأخذ منه بعض من المال، وهذا الزواج يعتبر باطل لأنه سري ولا يوجد فيه ولي للزوجة، فهو غير مكتمل الشروط والأركان.
- زواج المتعة: هو الاتفاق على الزواج لفترة معينة، وهذا الاتفاق يكون بين الرجل والمرأة مقابل بعض من المال، وعندما تنتهي هذه المدة ينتهي الزواج بدون طلاق وبدون نفقة أو أي حقوق.
ما معنى زواج مسيار
ها قد تعرفنا في هذا المقال على المعنى الحقيق لزواج المسيار وقد تحدثنا في مقال سابق عن معنى اسم وتين .
اقرا ايضا :