حرف ومهن الأنبياء عليهم السلام الأنبياء والمرسلين على مر العصور من اختيار المولي سبحانه وتعالي للاستعانة على مشقة الحياةأثناء دعوتهم لقومهم لعبادة الله وحده، ليخرجهم من الظلمات إلى النور ودعوتهم إلى الأخلاق والفضيلة ونبذ الوثنية والتوقف عن عبادة الأوثان والبعد عن المحرمات.
حرف ومهن الانبياء
تم استخراج هذه المهن من قصص الانبياء ، حيث تم ذكر أكثر من 25 نبيا ورسولا أرسلهم الله سبحانه وتعالي على مر العصور على وجه الأرض؛ فقال الله تعالى فى القرأن الكريم (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بأية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قُضى بالحق وخسر هنالك المبطلون).
مهن الأنبياء جميعهم
أرسل المولي سبحانه وتعالي الأنبياء والمرسلين؛ لكن هل هناك فرق بين الأنبياء والمرسلين من خيرة عباده ؟ الإجابة نعم. الرسول هو مرسول من الله لعبادة بتعاليم وتشريعات جديدة لم يكن لعباده علم بها فهو مُرسل بكتاب من رب العالمين، سواء أكان “التوراة، الإنجيل، القرأن الكريم” كلها كتب سماوية من عند عليم خبير؛ أما النبي فهو من ينزل الوحي عليه من عند الله لكي يدعو عبادة ويعرفهم على منهج الله وتعاليمه وتشريعاته أو ليُكمل ما جاء به نبي سابق؛ فقال الأمام ابن تيمية (الرسول هو من أرسل إلى قوم كفار مكذبين، والنبي من أُرسل إلى قوم مؤمنين بشريعة رسول من قبله يعلمهم ويحكم بينهم كما جاء فى قول الله تعالي (إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا).
بحث عن حرف ومهن الانبياء
لا شك أن تعاليم الأديان جميعها دعت للعمل؛ وكيف أن الله يرضي عن من يعمل ومن يُخلص فى عمله؛ وفي الإسلام حثنا الرسول الله صلى الله عليه وسلم على العمل حيث قال “إن العمل بمنزلة العبادة”، وعندما وجد شخصا قائما يُصلي على مدار اليوم سئله من أين يأكل وهو طوال الوقت يتعبد فى المسجد فقال إن أخيه هو من يعمل ويقوم بإطعامه فقال له الرسول عليه الصلاه والسلام أن أخيه هو أعبد منه فالله يحب من يأكل من عمل يده وأن العمل حتى مفضل عن الصلاه والجهاد وليس تقليلاً منهم؛ وأيضا عندما ترك شخص أبويه المسنين لكي يذهب إلى الجهاد مع رسول الله فقال له رسول الله أن يعود ويكون فى رعايه أبويه ويعمل لكي يُطعمهم فرعايتهم والبقاء بجوارهم هو فى منزلة الجهاد عند الله سبحانه وتعالي
حرف ومهن الانبياء عليهم السلام
يقدس الأنبياء العمل والاجتهاد بالرغم من مكانتهم الرفيعة عند الله، إلا أنهم يدعون عبادهم إلى العمل وكانت أعمالهم بسيطة فمنهم من يعمل برعاية الأغنام ومنهم من كان يعمل بالزراعه ومنهم من عمل برعاية الأغنام، وسوف نسرد عما قريب مهن الأنبياء والمرسلين على مر العصور وهى كالتالي:
سيدنا أدم عليه السلام
عمل سيدنا آدم عليه السلام أبو البشر أجمعين بمهنة الزراعة حيث تعد من أقدم المهن على مر التاريخ، فقد كان ينزل المطر في فصل الشتاء فيجد الإنسان القديم الثمار على الشجر فيقوم بمعرفة استخدام البذور مرة أخرى، ويستخدم الحيوانات في حرث الأرض حتى تطرح الثمار مرة أخرى، كما كان يعمل بصناعة الحديد والمعدات التى تساعد فى الزراعة وكانت تساعده أم العالمين أمنا حواء.
سيدنا إبراهيم عليه السلام
عمل سيدنا إبراهيم في بناء المنازل وهى ما تُعرف هذه الأيام بمهنة البنا؛ فقد بنا النبي إبراهيم عليه السلام بيت الله الحرام الذي يحج له البشر من كل أنحاء العالم ولقد ساعده في بنائها ولده سيدنا إسماعيل عليهما السلام الذي كان يعمل قناص وهناك روايات أخرى تقول أن سيدنا إبراهيم كان يعمل في تجارة الأقمشة فكان يقوم بالتجارة بين البلاد ويقوم ببيعها في الأسواق.
النبي شُعيب عليه السلام
عمل النبي شُعيب عليه السلام بمهنه رعاية الأغنام.
النبي إدريس عليه السلام
عمل النبي إدريس عليه السلام في مجال حياكة الملابس، كما قالت الروايات التاريخية إنه كان عليه السلام يُسبح الله في كل غرزة في حياكته للملابس التي يصنعها.
النبي نوح عليه السلام
من المعروف أن النبي نوح عليه السلام هو صاحب السفينة الأشهر على مر التاريخ، وامتهن صناعة بناء السُفن، حيث كان يعمل نجارا حتى أوحى الله له بأن يصنع السفينة حتى تستوعب المؤمنين الذين آمنوا بدعوته والحيوانات حتى يحميهم من الطوفان وهو غضب الله على الكافرين بالغرق والطوفان.
النبي داوود عليه السلام
عمل النبي داوود عليه السلام بمهنة الحدادة، وجميعنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد جعل فى مهنته كحداد معجزات لم يسبقه لها نبى من قبله، فقد كان سُخِّرَ لَهُ الحديد ويلين له حتى يُشَكِّله ويُحَوِّله كيفما يُريد، فقد كانت معجزة تعجب لها العباد الذين أتى النبي داوود عليه السلام عليهم نبيا.
النبي محمد صلي الله عليه وسلم
عمل النبي محمد عليه الصلاة والسلام بالتجارة ورعي الأغنام؛ فعندما كان صغيرا كان يعمل برعاية الأغنام مع عمه أبوطالب، وعندما كبر عمل بالتجارة.
لماذا يعمل الأنبياء
لا شك أن لله حكمة يريد أن يُعلمنا في أنبيائه الذين هم قدوة للبشر أجمعين على مر العصور أن العمل ضرورة للحياة وهو في منزله العبادة، وأنه إذا كان الله يريد من أنبيائه أن يتعبدوا فقط فلماذا أراد بهم أن يعملوا ولماذا كانت مهنهم بسيطة وغالبيتهم لم يكن لديه المال أو إرث، لكن أراد الله أن يعلمنا أن العمل منزله من منازل العبادة التي يحبها الله ورسله وسيرى العمل ويجازي عباده عليها.
الهدف من العمل هو إعمار الأرض فالزراعة والصناعة والتجارة هى أعمال لا تستقيم الحياة إلا بدونها ولا تتعمر الأرض إلا بها فيجب على كل إنسان أن يعمل حتى يستطيع أن يكسب قوت يومه.
فى رؤيه العباد لأنبيائهم وهم يعملون ليس فيها قدوة أكبر من هذا فهى عبرة وتعاليم لكى تجنب العباد الكسل والخمول والتواكل، فالله يحب إذا عمل أحد عملاً أن يُتقنة وأن يبذل فيه الجهد فالعمل خير وعبادة يحبها الله ورسله.
العمل يعطي أملا للبشر ويساعدهم في تحمل مشاق الحياه ويعطيهم دروس في تحمل المسؤلية وكيفية بناء الأمل في غد أفضل وتوسعه في الرزق وزيادة في العمل والبركة، فبالرغم من بساطة مهن الأنبياء لكنها مقدسة عند الله سبحانة وتعالى؛ فقد يرى البعض أن الأنبياء هم من لديهم أموال لأنهم أنبياء لكن الحقيقة أن الأنبياء كانوا يعملون فى حرف بسيطة وكأنها رساله على أن العمل عبادة.