هل يحدث الحمل عند وجود تكيسات على المبايض؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال العديد من النساء اللواتي يعانين من تلك الاضطرابات الهرمونية الشائعة. فالتكيسات المبايض تحدث نتيجة لاضطرابات هرمونية تصيب المبايض، مما يؤدي إلى عدم تطور البويضة بشكل طبيعي وقد يؤثر ذلك على القدرة على الحمل.
بالرغم من ذلك، فإن الحمل ممكن وقد يحدث حتى في وجود تكيسات على المبايض، خاصة إذا تم التشخيص المبكر والعلاج المناسب. يمكن للأطباء أن يوجهوا العلاجات المناسبة لتنظيم الهرمونات وتحفيز نمو البويضات بشكل صحيح، مما يزيد من فرص الحمل بشكل طبيعي.
لذا، على الرغم من وجود التكيسات على المبايض، يمكن للنساء اللواتي يعانين من هذه الحالة الاستفادة من العلاجات المتاحة وزيادة فرص الحمل بنجاح.
ما هو المبيض؟
المبيض هو عضو في جسم المرأة يقوم بإنتاج البويضات، وتوجد لدى كل امرأة مبيضين، وتبلغ حجمهما وشكلهما حوالي حجم اللوزة، ويقعان على جانبي الرحم.
تتكون معظم البويضات لدى النساء قبل الولادة، وتبقى مخزنة حتى تصل الفتاة إلى سن الخصوبة. عندما تبلغ الفتاة سن الخصوبة، تبدأ البويضات بالنضج داخل الجريب البويضي، ويستغرق هذا النضج حوالي 28 يومًا حتى يحدث الإباضة.
تحدث عملية الإباضة عادةً في بويضة واحدة خلال كل دورة، حيث يتناوب المبيضان في العملية في كل دورة، حيث تحدث الإباضة في المبيض الأيمن في دورة وتحدث في المبيض الأيسر في الدورة التالية، وفي حالة عدم قدرة أحد المبيضين على العمل بسبب أي سبب، يقوم المبيض السليم بتطوير الجريب والإباضة في كل شهر.
يفرز المبيضان نوعان من الهرمونات وهم
هرمون الأستروجين
المبيض يلعب دورًا حاسمًا في تطور النضوج الجنسي للفتيات في سن المراهقة، فهو المسؤول عن اكتمال النضج الجنسي ووظائف الجهاز التناسلي الفسيولوجية بشكل سليم.
هرمون البروجسترون
يتكاتف المبيض مع هرمون الأستروجين لإحداث التغيرات اللازمة لدى الإناث أثناء الدورة الشهرية، وتشمل ذلك:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم عن النسبة الطبيعية بعد عملية التبويض، وذلك بهدف تهيئة الظروف المناسبة لالتقاء البويضة بالحيوان المنوي.
- حدوث تغيير في غلاف البويضة (الجريب) لتسهيل تمزقه وخروج البويضة منه عندما تحين مرحلة التبويض.
ما هو تكيس المبايض؟
- تكيسات المبايض هي أكياس مملوءة بالسائل توجد داخل المبيض أو على سطحه، وهي اضطراب هرموني شائع بين السيدات.
- تحدث تلك التكيسات عادةً بعد البلوغ، وترافقها العديد من الأعراض التي تظهر على النساء المصابات بها، ويحدث خلل في الهرمونات لديهن.
- يُعرف مرض تكيسات المبايض أيضًا باسم "متلازمة شتاين ليفينثال"، ويتسبب في الكثير من الأحيان في الإصابة ببعض الأمراض مثل العقم لدى النساء.
- يؤثر مرض تكيسات المبايض على عدة أنظمة مختلفة في الجسم، منها:
- نظام الجلد والشعر.
- نظام الجهاز التناسلي.
- نظام القلب والأوعية الدموية.
- نظام التمثيل الغذائي.
أعراض الإصابة بتكيس المبايض
- ارتفاع مستوى هرمون الذكورة لدى الفتيات، والناتج عن الأندروجينات.
- زيادة سمك غلاف المبيض وتكون الأكياس المليئة بالسوائل.
- حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، وقد يؤدي إلى انقطاعها تمامًا لدى النساء ذوات مشاكل في الخصوبة إضافة إلى التكيسات.
- الإصابة بمرض السكري، حيث تقاوم التكيسات الأنسولين بشكل كبير مما يؤدي إلى اضطرابات في التمثيل الغذائي.
- زيادة نسبة السمنة بنسبة تقرب إلى ٤٠٪ لدى النساء اللواتي يعانين من تكيسات المبايض.
- ظهور شعر زائد على الوجه والجسم، بنسبة تصل إلى ٥٠٪ من النساء المصابات، بالإضافة إلى ترقق شعر الرأس.
- ظهور حب الشباب على الوجه وبعض مناطق الجسم بنسبة تصل إلى ٤٠٪ لدى النساء المصابات.
- تهديد وجود التكيسات للحمل بخطر الإجهاض وتأثيرها السلبي على الجنين.
- حدوث ضرر للقلب وتلف لجدران الأوعية الدموية بسبب ارتفاع مستوى الدهون ثلاثية الجليسريدات وانخفاض نسبة الكوليسترول الجيد (HDL).
هل يحدث حمل مع وجود تكيسات على المبايض؟
طرق لحل مشكلة تكيسات المبايض وحدوث حمل
إنقاص الوزن
غالبًا ما يرتبط مشكلة تكيس المبايض بمشكلة السمنة، ويزيد الوزن الزائد من شدة أعراض تكيس المبايض مما يعقد فرص الحمل.
لذا، ينصح الأطباء النساء اللواتي يعانين من تكيس المبايض بالعمل على خفض وزنهن كخطوة أولى في العلاج.
إن تخفيض الوزن يؤدي إلى زيادة فرص الإباضة، ويُساعد في تنظيم الدورة الشهرية مما يُسهل تحديد توقيت الإباضة وحدوث الحمل.
وبالإضافة إلى ذلك، يُعد فقدان الوزن أحد العوامل الرئيسية في زيادة فرص الحمل.
مع ذلك، يجب أن يكون فقدان الوزن عند مرضى تكيس المبايض عملية بطيئة ومنظمة، لذا يُنصح بمتابعة مع خبير تغذية لضمان نجاح العملية بشكل صحي ومستدام.
تناول الأدوية
توجد بعض الأدوية الشهيرة التي يوصفها أطباء النساء والتوليد لعلاج التكيسات، ومن هذه الأدوية:
- الميتفورمين (Metformin): وهو دواء يعمل على تقليل مستويات الأنسولين في الجسم.
- ليتروزول (Letrozole) وكلوميفين (Clomiphene): هما دواءان يعملان على تحفيز عملية الإباضة وزيادة فرص حدوثها.
إتباع نظام غذائي صحي
- المحافظة على الوزن واتباع نظام غذائي صحي يشمل الابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون المهدرجة والسكريات والمشروبات الغازية.
- تناول الأطعمة التي تحفز على عمل المبايض مثل المكسرات والمأكولات البحرية، حيث تزيد من فرص الخصوبة.
- تناول الأطعمة الغنية بالألياف والخضروات الورقية الخضراء لتعزيز الصحة العامة ودعم وظيفة المبايض بشكل صحي.
ممارسة التمارين الرياضية
علاج تكيسات المبايض بالأعشاب
تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث في الآونة الأخيرة في بعض المراكز الصحية في الصين ومعامل الأبحاث في الجامعات عن تقسيم فترة الدورة الشهرية للمرأة إلى أربعة أقسام، وهي:
تحفيز إنتاج الجريبات
بعد انتهاء الحيض مباشرةً تبدأ فترة تقسيم الدورة الشهرية للمرأة، وفي حال وجود تكيسات تكون هذه الفترة أقصر من المعتاد نظرًا لانخفاض هرمون FSH المحفز للجريب عن المستوى الطبيعي.
خلال هذه الفترة، يُنصح بتناول الأعشاب الخاصة بتلك الفترة في الطب الصيني لتعزيز الصحة العامة وتحسين وظائف الجسم.
تحفيز الإباضة
فترة حدوث عملية الإباضة، التي تلي الفترة السابقة، هي المسؤولة عن إحداث التحول من فترة بعد الدورة الشهرية (الفترة الباردة) إلى فترة النشاط (الفترة الساخنة)، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم بحوالي نصف درجة عن درجة حرارته الطبيعية.
لتعزيز هذه الفترة، يُنصح بتناول بعض الأعشاب الصينية التي تعمل على تطرية نسيج الجريب، مما يجعل بطانة الرحم أكثر مرونة لاستقبال البويضة الملقحة وتسهيل مرور الحيوانات المنوية.
تحفيز نمو الجسم الأصفر
الجسم الأصفر هو الجريب الذي يحفظ البويضة حتى يحين موعد الإباضة، حيث يُحفِّز الجسم الأصفر نموه ويُساعد على استمرار إفراز الهرمونات الضرورية لتهيئة جدران الرحم لاستقبال الحمل.
تحفيز إنتاج الدم في فترة الحيض
- المرحلة الثالثة تعكس المرحلة الثانية حيث يتم الانتقال من الفترة الساخنة إلى الفترة الباردة للدورة، وتعني العودة إلى الحالة الطبيعية في حال عدم حدوث حمل، حيث يتم إنتاج بطانة رحم جديدة.
- تُعد هذه الفترة من أهم الفترات حيث تعمل كأساس للدورة القادمة.
- أظهرت الدراسات فعالية الأعشاب الصينية في علاج تكيسات المبايض، حيث أجريت تجارب على العديد من السيدات وأثبتت تلك الأعشاب فاعليتها.
- تتكون الأعشاب الطبية الصينية من أربع تركيبات مختلفة تُؤخذ كل منها لمدة أسبوع وفقًا للتقسيم السابق.
- بالإضافة إلى العلاج بالوخز بالإبر الصينية، يُستخدم الأعشاب الطبية الصينية كمكمل علاجي لتكيسات المبايض.
أعراض نزول تكيس المبايض
انفجار أكياس المبايض يمكن أن يسبب آلامًا حادة، وعادة ما تكون في الجانب الأيمن السفلي من البطن، ويشبه هذا الألم آلام الزائدة الدودية.
وقد يؤدي انفجار تلك الأكياس أيضًا إلى حدوث نزيف داخلي، ولذا سنذكر أدناه أهم الأعراض التي قد تحدث نتيجة لانفجار أكياس المبايض:
- تسبب القيء والغثيان والشعور بالمرض، نتيجة لتسرب محتويات الكيس إلى البطن.
- الإصابة بحمى وارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، نتيجة لاحتمالية الإصابة بعدوى ناتجة عن انفجار الكيس.
- الدوخة ونزيف داخلي في البطن، وارتفاع ضربات القلب وضبابية الرؤية.
- الشعور بألم شديد أثناء الجلوس أو الحركة.
- الإعياء الشديد والإرهاق العام في الجسم.
- حدوث نزيف مهبلي.
- الشعور بالثقل الشديد في منطقة الحوض.
- آلام شديدة في الكتف، وذلك في حالة حدوث نزيف حاد.
أسباب انفجار أكياس المبايض
يُعرف أن معظم الأكياس المتواجدة على المبايض لا تنفجر بسهولة، ولذلك لا يوجد سبب كاف ومؤكد وراء انفجار تلك الأكياس وفقًا للعلماء.
ومع ذلك، فإن هذه الأكياس قد تكون أكثر عرضة للنزول في حالات معينة مثل الجماع العنيف أو ممارسة الرياضة الشاقة.
هناك أيضًا أنواع من الأكياس تكون أكثر عرضة للانفجار من غيرها، وتتعلق هذه الأكياس بالنساء اللواتي وصلن إلى سن انقطاع الدورة الشهرية، عندما يتوقف المبيض عن إنتاج البويضات.